
تجربة رائدة في التحول الرقمي الإحصائي
هدف مشروع تعداد العراق 2024-2025 إلى تحديث البيانات السكانية والاقتصادية، ودراسة حركة السكان، وتحديد خصائص الأسر والمساكن في جميع أنحاء العراق حيث يعتبر المشروع هامًا للحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان على حد سواء. وقد تقرر إجراء اول تعداد الكتروني في البلاد، باستخدام الأجهزة اللوحية لجمع البيانات وبعد مضي اكثر من 38 عاما على اخر تعداد شامل.
تُسلط هذه الدراسة الضوء على أحد أكثر المشاريع الإحصائية حيوية وتميزًا في المنطقة، وهو مشروع التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت في جمهورية العراق لعام 2024. يُعد هذا المشروع نقلة نوعية في مسار العمل الإحصائي والتحول الرقمي، من خلال شراكة استراتيجية جمعت بين الجهات الحكومية العراقية وشركة ريل سوفت، الرائدة في تطوير حلول البيانات والأنظمة الإحصائية. تتناول الدراسة الجوانب الفنية والتنظيمية التي شكّلت أساس نجاح هذا المشروع الفريد، وتشكل مرجعًا هامًا لفهم آليات تنفيذ التعدادات الحديثة في بيئات معقدة ومتغيرة.
التحديات
بشكل عام فان مشاريع التعداد معقدة بطبيعتها، خاصة في حالة تعداد العراق الذي تم تنفيذه بعد أكثر من 30 عامًا من آخر تعداد حيث واجه تنفيذ التعداد العام في العراق لعام 2024 مجموعة من التحديات المعقدة التي تطلبت تنسيقاً عالياً واستجابة مرنة ومبتكرة. تمثلت أبرز هذه التحديات في محدودية البنية التحتية التقنية، بما في ذلك غياب المقرات المجهزة ومراكز البيانات الحديثة، فضلاً عن نقص الأجهزة والمعدات اللازمة لتنفيذ مشروع بهذا الحجم.
وعلى مستوى البنية المعلوماتية، برزت الحاجة إلى بيانات مرجعية محدثة، مثل الصور الجوية والخرائط الرقمية الدقيقة، إلى جانب غياب التقديرات التفصيلية لحجم العمل، مما أثر على تخطيط الموارد والعمليات الميدانية.
كان الإطار الزمني المحدد للمشروع – ثمانية أشهر فقط – أحد أكثر العوامل ضغطًا، خاصة بالنظر إلى النطاق الوطني للتعداد ومتطلباته الفنية واللوجستية. كما شكّل توفر الكفاءات البشرية المتخصصة في الأعمال الإحصائية الوطنية تحدياً إضافياً، مما تطلب برامج تدريب وتأهيل مكثفة لضمان تنفيذ العمليات بجودة عالية.
في بيئة تعتمد بشكل كبير على الحلول الرقمية، كان تأمين البيانات وضمان سلامة تدفقها يمثل أولوية قصوى. ومع محدودية البنية التحتية للاتصالات، وغياب شبكة موحدة وآمنة لربط أجهزة التابلت بمراكز البيانات، تعيّن إيجاد حلول تقنية بديلة تضمن الكفاءة والأمان في آنٍ واحد.
كما تطلبت إدارة العمليات الميدانية على نطاق وطني تطوير أدوات وإجراءات مبتكرة، تُمكّن من التنظيم الفعال للموارد وتتبع سير العمل في الوقت الحقيقي، بما يضمن تنفيذ التعداد بدقة وانسيابية رغم التحديات.
الخدمات المقدمة
قدّمت شركة ريل سوفت، بصفتها الشريك التقني الرئيس، مجموعة متكاملة من الحلول الذكية التي أسهمت في التغلب على التحديات التقنية والتنظيمية المصاحبة لتنفيذ التعداد العام في العراق 2024.
استندت الشركة إلى خبراتها الواسعة في تنفيذ المشاريع الإحصائية الكبرى، مطبّقة أفضل المنهجيات والممارسات العالمية المتخصصة في هذا المجال. وقد تنوعت خدماتها لتشمل:
- تصميم وتنفيذ منصات رقمية متكاملة مثل:
– الخوارزمي لإدارة العمليات
– فالكون ماب لدعم نظم المعلومات الجغرافية (GIS)
– داتا بورتال لعرض وتحليل البيانات
- معالجة البيانات وترميزها وفقًا للمعايير الإحصائية الدولية
- حوكمة البيانات، ووضع سياسات وآليات لإدارتها بشكل آمن وفعّال
- هندسة العمليات وإدارتها لضمان سير العمل الميداني بانسيابية ودقة
- تكامل الخدمات الميدانية مع الأنظمة المركزية، لتوفير تدفق آني وآمن للمعلومات
- توظيف نظم المعلومات الجغرافية (GIS) لتحديد وتوزيع مناطق العمل ومراقبة الإنجاز
- خدمات الإتاحة والنشر، بما يشمل آليات الوصول الآمن للبيانات، وممارسات النشر التفاعلي عبر بوابات إلكترونية متخصصة
وقد مكّنت هذه الحلول الرقمية المتقدمة الفرق الميدانية والإدارية من تنفيذ المشروع بكفاءة عالية، ضمن بيئة تقنية مرنة وآمنة، ومتكاملة مع البنية الإحصائية الوطنية.
النتائج والتقييم
أثبت المشروع كفاءته كنموذج ريادي لاعتماد الحلول الرقمية والمنهجيات الإحصائية المتقدمة في تنفيذ التعداد العام على المستوى الوطني. فقد ساهمت المنظومة الرقمية المتكاملة، التي تم تصميمها وتنفيذها ، في تعزيز دقة البيانات وسرعة جمعها وتحليلها، مع ضمان أعلى مستويات الأمان والموثوقية.
وقد عكست هذه التجربة غير المسبوقة تحولًا نوعيًا في تنفيذ المشاريع الإحصائية الكبرى في العراق، بما يؤكد جاهزية المؤسسات الوطنية لتبني التحول الرقمي كخيار استراتيجي، ودور التكنولوجيا في دعم التنمية والتخطيط المستدام القائم على البيانات.